من الأخطاء التي يقع فيها المبتدئين برأيي في أي مجال هو استعجالهم في عرض أعمالهم على الآخرين، بمجرد تعلمه لجزء يسير ينطلق مسرعًا لبناء أول عمل، والذي بكل تأكيد سيكون عبارة عن شبكة أخطاء. في هذا المقال سأخبرك لماذا لا تستعجل بعرض أعمالك على الآخرين .

بلا شك من المفيد أخذ آراء الخبراء على مستوى أعمالك، لكنه للأسف سيجعل اسمك محاط بين قوسين على كلمة “مبتدئ” والتي لن تزول بسهولة.

لذا من الطبيعي جدًا ألا تحصل على عملاء سريعًا، وكيف تريد أن تحصل عليهم وأن تخبرهم وبصوت عالي وفي كل مرة “أنا مبتدئ، تعالوا وأخبروني بالأخطاء في عملي” تذكر أن المواضيع التي تكتبها يراها الجميع ليس فقط الخبراء.

يجب عليك قبل أن تطلب من الآخرين آرائهم عن مستوى أعمالك أن تتعلم ما يكفي، ليس ساعة، ولا يوم أو يومين، ولا حتى أسبوع، التعلم يحتاج لوقت وهذا هو الأصل، لا تحاول كسر القاعدة والبدء مباشرة في بناء الأعمال، صدقني العوائد السلبية عليك أكبر بكثير من الإيجابية.

شاهدت البعض من قبل يكتب عبارات مشابهه لـ”نفذته في أقل من …”، لو كنتَ جادًا حقًا في أعمالك لصقلتها أكثر، ولدققت فيها، لتعبت ساعات وساعات على أدق تفاصيلها، حينها يمكنك أن تعرض العمل على الناس وتطلب آرائهم حوله، نظام “مشي حالك” و “على السريع” لن يفيدك.

شخصيًا في العديد من المرات أمتنع عن إبداء رأيي حول أعمال كثيرة ببساطة لأنني لم ألتمس جدية من قام بالعمل، كيف يريد مني تضيع ساعة على أقل تقدير من وقتي (ما بين تدقيق العمل ومراجعة جوانبه، كتابة تعليق منسق وواضح، وضع بعض الصور إن أمكن لأخطائه…) على عمل هو بنفسه نفذه في أقل من ساعة؟؟

ما الحل إذن؟

وكيف تحصل على نقد للعمل بدون أن تقع في هذه الأخطاء؟ بالطبع لا توجد مشاكل بدون حلول، كتبت 5 نصائح حول هذه النقطة، علها تساعدك على تجنب المشكلة.

لا تكن كسولًا:

أول خطوة هي ألا تكون كسولًا في اكتشاف الأخطاء بنفسك، معظم الأخطاء في البداية تكون ملاحظة، ويمكن لغير المختص حتى اكتشافها بسهولة، لماذا إذن تكون كسول وتبخل على نفسك في تحليل وتدقيق العمل واستخراج الأخطاء منه.

أنت بهذا تحرم نفسك من كمية كبيرة من الفوائد التي ستعود عليك، من قوة الملاحظة، والتركيز، وتنمية الحس النقدي لديك، والتعلم من أخطائك، باختصار شديد:

كن أنت أول ناقد لعملك.

تمهل وخذ وقتك في أعمالك:

أعرف بنفسي هذا الشعور، الحماس يقتلك لتري الآخرين مقدار تقدمك، وما الذي أنجزته، تحاول سريعًا إنهاء العمل لتنطلق محلقًا وتخبرهم “ما رأيكم في عملي؟”، عليك أن توقف هذا الشعور فورًا، لأنه سيجعلك مستعجل في تنفيذ العمل، والاستعجال سيجعلك تخطئ أكثر، وتغفل عن جوانب كثيرة قد تجعل عملك أفضل بكثير.

حسنًا، عندما تبقى لأيام تدقق في عملك وتشعر بأنه أصبح مثالي، وخالي من الأخطاء، عندما تجد نفسك عاجز عن اكتشاف أخطاء جديدة، حينها فقط يمكنك عرض العمل على الآخرين، وتطلب منهم آرائهم حول العمل.

في هذه الحالة، وحتى لو لم تجد ردود فعل كما توقعت فعلى الأقل ثق بأنك قد ظهرت بشكل بارز، وربما أصبح لدى العديد انطباع إيجابي عنك بأن أعمالك ممتازة، هذه هي بداية السمعة الطيبة، استمر في تحسينها بالأعمال المميزة، ولا ستعجل في طلب الآخرين آرائهم.

أطلب رأي الخبراء فقط:

أقترح هنا أن تكون أول أعمالك المعروض خاصة، بمعنى أن ترسلها في رسالة لأشخاص محددين ممن تعتبرهم خبراء في مجالهم، ولا تنسى أن تكتب الرسالة بشكل مناسب تطلب فيه رأيه وبصراحة في عملك، وليس من الضروري أن تجد تجاوب مباشر، قد يكونوا غير متفرغين أو أن مشاغلهم آخرتهم/أنستهم الرد عليك.

لا تبحث عن المديح:

ما الهدف من عرض عملك على الآخرين؟ إذا كان لتحصل على بعض التشجيع والكلام الحسن فتوقف حالًا، لن يفيدك هذا بأي شيء، مجرد شعور داخلي سرعان ما سيزول، أبحث عن ردود الفعل الناقدة، التي تخبرك بمواطن الضعف لديك، وكيف السبيل إلى تحسينها.

لا تعتقد بأنك مثالي:

مستقبلًا عندما تصل إلى مستوى متقدم، ستجد أغلب الردود إيجابية، هذا لا يعني بأنك أصبحت مثالي، وخالي من الأخطاء، لا تجعل الشعور بالمثالية يمنعك من التعلم وتطوير مهاراتك.

تذكر إذا لم تكن تصعد للأعلى فأنت تنزل للأسفل.

أساس هذا المقال مشاركة كتبها في حسوب أي أو، إلى أني تحمست قليلًا فأصبحت المشاركة أطول من اللازم، لذا قررت نقلها للمدونة، وجعلها مقال مستقل، أرجوا أن تكون مفيدة.

بما أنك وصلت إلى النهاية فمن الجيد أيضًا أن تلقي نظرة على مقال: كيف تبني معرض أعمال مميز.

حقوق الصورة محفوظة لأصحابها

كل التقدير