نفذت عشرات المشاريع المختلفة، بعضها ومع التعقيدات الموجودة في أساس الفكرة إلى أنها تسير بسلاسة، وأتمكن من تنفيذ المشروع بما يرضي العميل ويلبي تطلعاته، هذا النجاح نتيجة تعاون رائع بين المستقل وصاحب المشروع، ليس نتيجة جهد شخصي من المستقل كما قد يعتقد البعض.

على النقيض، بعض المشاريع تكون الفكرة بسيطة إلى حد ما، ومع ذلك يكون التصميم أشبه بحل لغز بالغ التعقيد، ويستغرق تنفيذ المشروع وقت وجهد أكبر من اللازم لتنفيذه، هذه المشاريع تكون على حمل المستقل فقط، لذلك قد لا تكون النتيجة مذهلة، أو قد تكون أقل من المطلوب، والأسوأ أن يفشل المستقل في تنفيذ المشروع.

في هذا المقال سأكتب مجموعة من النصائح لتساعدك على التعامل مع المستقل لتنفيذ مشروعك على الوجه الصحيح. بالطبع هذه النصائح ما هي إلا وجهة نظر شخصية، ليس بالضرورة أن تكون صحيحة أو ثابته دائمًا.

اخبر المستقل بتفاصيل المشروع بالكامل:

عند الحديث عن فكرة المشروع أذكرها كاملة، من البداية إلى النهاية، ولو كان لديك أفكار وخطط مستقبلية فاذكرها أيضًا. لا تفكر بأنه إذا ذكرت لي تفاصيل عن جزئية معينة فقط سيكون هذا أسهل لي، ولن يشتتني. بل على العكس، هذا قد يسبب مشاكل جما لاحقًا.

حدث معي هذا أكثر من مرة، فأضطر لإعادة هيكلة صفحات كاملة من أجل إضافة ميزة بسيطة كان من الأسهل لو علمتُ بوجودها من قبل. وأيضًا قد يسبب هذا تقدير غير صحيح للوقت المستغرق لإنجاز المشروع، فيحدث تأخير في التسليم.

لا تقل أريد مثل هذا الموقع:

عندما تقول لي أريد مثل هذا الموقع، أنت لا توضح لي شيء في الحقيقة، هل تريد مثله في أسلوب الألوان؟ مثله في طريقة العمل؟ أو تريده مثله في الفكرة؟ أو تريد فقط نسخة طبق الأصل؟

وأقولها بصراحة، عندما يقول لي عميل أريد مثل هذا الموقع، أكتشف بأنه لا يريد مثله تمامًا، هو يريد جزئيات معينة فقط، مع إضافات مختلف و… طيب أما كان أسهل عليك وعلي أن تخبرني بماذا تريد من البداية بدل كل هذا اللف والدوران؟

أخبرني بماذا تريد، وكيف تريده أن يكون، وما هي المزايا والخصائص المطلوبة. ولو رددت عليك بأني ما زلت احتاج لتوضيح أكثر، حينها لا مانع من إرفاق موقع أو تطبيق تريد أن يشابهه المشروع في جزئيات معينة.

لا تضع المستقل داخل صندوق:

هذه النقطة تقريبًا تابعة للتي قبلها، لكني فضلت فصلها لما لها من أهمية بالغة، عندما تقول لي أريد مثل هذا الموقع أنت حرفيًا تغلق علي داخل صندوق، يجعلني في بعض الأوقات لا استطيع الخروج بأفكار جديدة.

وحدث أن وقعت في هذه المشكلة من قبل، فبقيت لساعات أحاول حل مشكلة في التصميم، وعندما وصلت إلى جدار مسدود قررت نسف التصميم والبدء من جديد، فقط حتى أخرج من الصندوق الذي وضُعت فيه.

تخيل ساعات عديدة تضيع هباءً لمجرد شيء كان بالإمكان تفاديه، أرجوك لا داعي لتعقيد المهمة وهي سهلة.

كن واضحًا ومحددًا في طلباتك:

لا أخفي عليكم أني اعتذرت عن تنفيذ بعض المشاريع ليس لأن التصميم صعب، بل لأني لا أدري ماذا يريد العميل، أناقشه وأقرأ وصفه للمشروع أكثر من مرة، ومع ذلك ما زلت ضائعًا.

والبعض الآخر نعمل على المشروع، وفي جزئية معينة أواجه صعوبة في فهمها لأن الشرح والتفاصيل لم تكن واضحة كفاية. فيا عزيزي إذا أردت أن يكون العمل ممتاز يجب أن تكون واضحًا ومحددًا في طلبك، حتى يستطيع المستقل الذي يتعامل معك إنجازه كما يجب.

أنقد التصميم بشكل جيد، وبين مواطن الخلل فيه:

أنا لا أقول لك قبل نقدك للعمل تكلم بكلام رومانسي حتى تتهيأ نفسيتي للصدمة العاطفية، لا يا أخي، أنقد كما تشاء، لكن كن واضحًا أرجوك.

إذا لم تعجبك الألوان قل لم تعجبني الألوان. إذا لم تعجبك طريقة العرض، قل لم تعجبني طريقة العرض. إذا لم تعجبك الأيقونات قل لم تعجبي الأيقونات… لا تقول لم يعجبني وتسكت.

كيف بالله تريد أن أعرف ما الذي لم يعجبك بالضبط؟ أحيان اسأل العميل عن الشيء الذي لم يعجبه بالتحديد ولا يجيب، يعني لا أدري ما يريد مني أن أفعل، وبعد تحليل وارتجال من عندي أغير بعض الجزئيات لأجد أن التصميم قد أعجبه، سبحان الله!

وفي أحيان التصميم لم يعجبه ومع ذلك لا يدري كيف يفترض به أن يعجبه، فيضيع اليوم ببناء نماذج مختلفة حتى نصل للشيء المطلوب.

خلاصة هذه النقطة، ليكن نقدك واضحًا ومحددًا، حتى يستطيع المستقل تعديل العمل بالشكل المطلوب، في النهاية هذا في مصلحتك قبل مصلحة المستقل.

أعطي مشروعك بعض الاهتمام:

لا يعقل أن تكون فترة تنفيذ المشروع أسبوعين بينما يستغرق العميل 3 أيام في الرد على رسالة وإعطاء رأيه في بعض الجوانب، عندما يضع المستقل فترة المشروع فهو غالبًا يضعها باعتبار أن العميل سيرد عليه بسرعة مقبولة.

تفاعلك السريع واهتمامك في المشروع يصب بشكل واضح في النتيجة النهائية، لا يوجد مشروع عملت عليه لم يمر بعشرات التعديلات، النتائج التي تراها في النهاية هي خلاصة نقاش وتواصل مستمر بين العميل والمستقل للخروج بأفضل نتيجة ممكنة.

تكلفة العمل هي استثمار:

مئات الدولارات التي تدفعها للمستقل لتنفيذ المشروع هي أول استثمار حقيقي في مشروعك، وهو ما سيستعمله المستخدمون قبل كل شيء آخر. الحملات الإعلانية والتسويقية توجه المستخدمين إلى المشروع الذي عمل عليه المستقل، لذلك عندما تدفع له ثمنه الذي يستحق أن حرفيًا تستثمر في مشروعك في مكانه الصحيح.

تذكر المستقل لا يبيع لك منتجات، المنتجات قابلة للمفاوضة بخصوص تكلفة البيع، لكن المستقل يعطيك وقت وجهد كبير ليصنع لك في النهاية منتج، الوقت والجهد خاص بك وبمشروعك، لن يأتي عميل آخر ويقاسمك بعض منه، ليس مثل المنتجات التي تباع لك ولغيرك.

قليل من المساحة:

من أغبى النصائح التي قرأتها الموجهة للعملاء هي السؤال كل يوم عن جديد المشروع، لا أدري من قالها أصلًا هل هو يمزح أم ماذا؟ سأخبرك بالعكس هنا: لا تكن عجولًا على المستقل في عمله، لا تسأله كل يوم “هاه أين وصلت؟” أعطه بعض المساحة، أسمح له بإخراج إبداعه.

سؤالك له كل يوم ماذا أنجزت سيجعله في عجله من أمره، وهذا قد يدفعه لإخراج عمل أقل من المطلوب. الإبداع يحتاج لوقت، إذا أردت نتائج مميزة فأعطه فترة كافية ليحقق لك ذلك.

تذكر يا عزيزي، فترة تنفيذ المشروع يجب أن تكون مناسبة، ويحددها المستقل بدون ضغوطات منك، كـ”احتاج المشروع في أسرع وقت” و “في أقل من أسبوع” …

صدقني أنت المتضرر الفعلي من العجلة في تنفيذ المشروع، لذلك الأفضل لك إعطاؤه فترة كافية، وترك مساحة له ليخرج إبداعه.

هذا في مصلحتك:

يا عميلي العزيز، المشروع في النهاية مشروعك، وأنت المستفيد الحقيقي منه. فإذا كنت تريد منه أن يظهر بأفضل شكل ممكن، وبالطريقة التي تريدها، بأقل الأخطاء وأفضل النتائج، يجب أن تكون متعاون مع المستقل، تتواصل معه، تناقشه، توضح له الإشكال، تعطيه فتره كافية، تسمح له بإخراج إبداعه، تخبره  ملاحظات بدقة، تدفع له ما يستحقه…

ختامًا:

لا يعني كتابتي لهذا المقال أن العملاء غير متفهمين، بل على العكس، الغالبية العظمى ممن تعاملت معهم وجدتهم متفهمين بدرجة كبيرة، ولهذا أوجه تحية من القلب لكل عميل عملت معه على مشاريع مميزة، وما أكثرها ولله الحمد، يشرح فكرته بشكل جيد، وينقد التصميم بطريقة صحيحة، يتواصل ويتهم بمشروعه، يتفاعل بسرعة، يرحب باقتراحاتي وأفكاري، يناقش تفاصيل المشروع للخروج بأفضل نتيجة.

العمل مع هؤلاء تجربة جميلة، فمنها تتعلم وتستفيد وتطور مهاراتك، ومنها تصل معهم إلى نتائج مميزة، نتائج تفخر بها قبل أن يفخروا بها أنفسهم.

كل التقدير

مصدر الصورة