إذا كان هناك نقطة فاصلة بين حياة الشخص التقليدي، الذي يعيش حياة عادية، يعمل في وظيفة بسيطة، ويتلقى مرتب متدني بالكاد يكفي حاجياته. وبين الشخص الغير تقليدي الذي وجودة يحدث فارق في أي مكان حل فيه، هو أن الأول “ريح رأسه” والثاني اشغله.
ما جعلني أتكلم بشأن هذا الموضوع، ما حدث مع قريب لي، سألته إن كان لديه بعض الأدوات والمفكات، أريد إصلاح مشكلة في سيارتي، ولم يكن معه شيئ يسد حاجتي، فسألته إذا يعرف متجر قريب يبيعها.
سألني لما تريدها؟ فشرحت له قصتي. فقال الجملة المشهورة:
ريح راسك، وأجلب من يصلحها.
أدركت هنا لماذا الأغلب لا يجيد التعامل مع أبسط الأمور، ما إن يطرأ شيئًا جديدًا على حياته حتى يسارع للبحث عمن يحله له، لا أن يبحث عن طريقة حله بنفسه.
هذه النوعية من الأشخاص لا تريد استثمار جزء من وقتها في تعلم صنعة جديدة، أو حتى مجرد الإطلاع على أبسط أساسياتها. هي دائمًا تسير على مبدأ الراحة فوق كل شيء.
هذه النوعية هي تلك اللقمة السائغة التي يستمتع بها كثير من الحرفيين النصابين، فما إن يأتي إليه أحدهم، ليصلح إنارة تالفة، أو يعالج صبور ماء معطوب، أو حتى يختلق كذبة عظيمة ليسرق جل ماله من أجل عطل وهمي في سيارته.
إراحة الرأس هذه، هي من سببت لنا تخلفنا العلمي والحضاري، وما سبقتنا تلك الأمم إلا لأنهم تعلموا وعملوا، حتى وصلوا لما وصلوا له.
لماذا أتعلم إذا كان مالي يخدمني؟
حسنًا، معك حق، لو كنتَ ذا مال وفير، أو أن مالك جاء نتيجة لصنعة فعلتها، أو تجارة نميتها. أما أن تكون على وظيفة “قد حالك” ولا تملك مهارات مميزة، و”بدالك عشرة” فأنت أحوج لغيرك من ذاك المال الذي تدفعه.
وعلى أقل تقدير، يا أخي لا تريح راسك وتعلم حتى لا يخدعك القاصي والداني، وبعدها ادفع ما شئت، فأنت حر. لذلك، ولمصلحتك فقط، رجاءً لا تريح راسك.
بالمناسبة، للإطلاع وتعدد المهارات والهوايات فوائد عديدة ومتنوعة، ألمس بعضها في حياتي الخاصة والعملية. هدف المقال ليس أن أحثك على توفير المال فقط، بل لتنبيهك على ما هو أهم من ذلك بكثير.
التحفة الفنية من إبداع: 1