بعد أن وقعت في هذا الخطأ أكثر من مرة قررت الكتابة عن الطريقة الجديدة التي أصبحت استخدمها أثناء بدأ أي مشروع تصميم جديد، وأحب أن أؤكد لكم بأنها فعلا تحدث فرقًا كبيرًا في سير المشروع. هذا المقال ليس موجه فقط للمصممين الجدد في هذا المجال، بل هو موجه أيضًا للمصممين المتمرسين الذين سبق لهم تنفيذ العديد من المشاريع بنجاح، فعله يحتوي على ما يفيدهم ويزيد من معرفتهم.
ومع أن المقال يتحدث بشكل عام عن المصممين وبشكل خاص عن مشاريع تصميم واجهة المستخدم إلى أن الطريقة قد تنجح في حال طُبقت على أي مشاريع أخرى، لذا أصدقائي الغير مصممين أنتم مرحب بكم أيضًا 🙂
في البداية عليك سؤال العميل الكثير من الأسئلة حول المشروع، بدايتا من الفكرة العامة وانتهاءً بأدق التفاصيل، حاول جعل الأسئلة متسلسله، ولا تضعها دفعةً واحدة، كأن ترسله له 10 أسئلة مع بعض (إلا في حال كان العميل من النوع الذي يختفي لعدة أيام). فهذا مزعج جداً، ويشعر العميل بأنه في أختبار وليس في خضم عمل مشروع. كما أوصيك أيضًا باستخدام أسلوب بسيط بعيد عن التكلف ليشعر العميل براحه أثناء التعامل معك.
بعد الحصول على وصف المشروع، ولنعتبر بأنه كما في المثال التالي:
- المشروع عبارة عن تصميم تطبيق هواتف وهو منصة تربط بين الطباخات المنزليات وبين المشترين، تمكن الطباخة من عرض وجباتها المعدة في المنزل بحيث يستطيع المستخدمين طلب الوجبات واستلامها.
- أريد أن يكون التسجيل في التطبيق عبر رقم الهاتف، وبعد إدخاله تصل رسالة التفعيل ليدخلها المستخدم تأكيدا لتسجيله. بعد ذلك في صفحة جديدة يختار المستخدم نوع الحساب، هل هو حساب بائع (طباخة) أو مشتري (مستخدم). في حال اختار حساب بائع تظهر له صفحة يدخل معلوماته الجغرافية، المكان و… وبعد الانتهاء من كتابة معلوماته ينتقل إلى صفحة جديدة يكتب فيها أسماء الطبخات التي لديه، وأسعارها.
- وفي حال اختار حساب مشتري تظهر له صفحة لتحديد المنطقة الجغرافية، لأن التطبيق يعرض للمستخدم الطباخات القريبات منه ليكون من السهل عليه إحضار الطعام. وسكون من الجيد أيضًا إضافة خيار للتسجيل بالشبكات الاجتماعية لسهولة أكثر وأتاحه خيارات للمستخدمين. وشيء آخر، أريد بعد وضع الوجبة والسعر أن يضع البائع صورة أو عدة صور للطبخه،
- في الصفحة الرئيسية أريد أن يستطيع المستخدم تحديد نوع معين من الخيارات، كالطباخات الأقرب له، أو حسب التقييم … إلخ. بعد اختيار المستخدم لإحدى الطبخات تظهر له في أعلى الصفحة اسم الطبخة ثم صور لها ووصفها ومكوناتها والسعر. وأريد أيضًا أن يكون هناك إمكانية لكتابة تعليق ومشاهدة تعليقات المستخدمين على الطبخة، وفي حال قام بطلب الطبخة يظهر له مربع لتقييمها.
- أرغب أيضًا في وجود صفحة خاصة بالطباخ، تظهر صورته ومكانه الجغرافي، ومجموع التقييم الحاصل عليه، رقم هاتفه، وطبخاته. وبما أنه توجد كل هذه المعلومات يجب وجود صفحة إعدادات تمكن المستخدم من تعديلها. وأريد التنبيه لأن التسجيل ضروري لاستخدام التطبيق، فلا يمكن للمستخدم من تصفح الوجبات بدونه.
هذا تقريبًا نص مشروع مشابه كثيرًا للوصف الذي ستحصل عليه في حال تعاملت مع عميل لا يملك خبرة كافية في توضيح المطلوب، لعلك لاحظت تداخل المعطيات مع بعضها، فتجده يتحدث عن عناصر الصفحة الرئيسية ثم ينتقل للصفحة الداخلية، ثم يعود للرئيسية لأنه نسيء شيئًا ما وهكذا، بالإضافة إلى إهمال بعض التفاصيل المهمة. عليك أن تتعود على أمور كهذه فهي ستحصل غالبًا في معظم المشاريع.
حسنًا الآن دعونا نعود إلى وصف المشروع، ولكن هذه المرة سنعيد تنظيمه بطريقتنا الخاصة. في البداية لنقسم المشروع إلى صفحات، ولنستخرج مكونات الصفحة من وصف المشروع ونضعها في مكان مستقل.
التسجيل:
- اسم المستخدم.
- رقم الهاتف.
- الشبكات الاجتماعية.
معلومات الحساب:
- نوع الحساب.
- المدينة.
- الحي و الشارع.
الصفحة الرئيسية:
- الطبخات (صورة الطبخة واسمها).
- خيار لفرز النتائج حسب (الأقرب، التقييم…).
صفحة الطبخة:
- اسم الطبخة.
- صور لها.
- وصفها.
- مكوناتها.
- سعرها.
- التعليقات.
- طلب الطبخة.
صفحة البائع:
- الصورة.
- الاسم.
- المكان.
- مجموع التقاييم.
- الطبخات.
صفحة الإعدادات:
- اسم المستخدم.
- صورته.
- رقم هاتفه.
- المدينة.
- الحي والشارع.
- نوع الحساب.
رائع، الآن كل شي واضح، وربما لو أعطيك هذا الوصف الجديد لأمكنك بسهولة بدء التصميم بدون أي تأخير، فكل شي في مكانه. ولكن لحظة، هل هذا كل شيء حقًا؟ ألا يفترض وجود صفحات خفية لم يذكرها العميل لعدم معرفته بها؟ حصل معي هذا شخصيًا وفي أكثر من مشروع، هنا يأتي الفرق بين المصمم المحترف وغير المحترف، المصمم المحترف يمكنه أن يعرف أين الخلل في بنية المشروع، وأين هي الأجزاء الناقصة التي قد تخل بالمشروع كاملًا. المصمم الغير محترف لن يهتم لهذه الأمور، سيقول سأنجز ما ذكره العميل وفقط، ليس مشكلتي إن كان نسي بعض التفاصيل أو جهل عنها.
بالعودة إلى وصف المشروع والتدقيق فيه يمكنك اكتشاف موطن الخلل، وقبل أن أخبرك بمكان الخلل، أريدك أن تتوقف هنا، وتعود لتفقد وصف المشروع، لمحاولة أكتشاف المشكلة بنفسك، ولا تتوقف عند هذا، بل عليك إيجاد حل لها أيضًا، يمكنك أعتبار هذا مشروع حقيقي لتحصل على دافع أكبر 🙂
أفترض بأنك قد توقفت فعلًا وعدت لاكتشاف المشكلة، في مثالنا السابق الخلل يكمن في عملية طلب الطبخة، فالعميل لم يوضح هذه الجزئية، وبقليل من التفكير، وتخيل الموقف، وتذكر عمليات الشراء التي نقوم بها من المطاعم يتضح لنا الآتي:
بعد ضغط المستخدم على زر “طلب طبخه” ينتقل إلى صفحة جديدة فيها معلومات أكثر عن حجم الطلب، كمية الطلب، والسعر الإجمالي، والمدة المتوقعة.
صفحة الطلب:
- الكمية.
- المدة الزمنية.
- السعر الإجمالي.
- تأكيد الطلب.
رائع، لقد استطعنا حل المشكلة، ولكن لسوء الحظ هذا فقط جزء من الحل، ما يزال هناك جزء آخر أتوقع بأن قله فقط من انتبهت إليه، يمكنك التوقف عن القراءة ومحاولة إيجاد المشكلة الثانية الخفية في المشروع.
حسنًا، سأخبرك الآن أين هي 🙂 المشكلة تكمن في عميلة تنبيه البائع بوجود طلب جديد، فالعميل لم يذكرها أيضًا، وبتجاهل عملية التنبيه يكون لدينا خلل عظيم في تجربة الاستخدام، فكيف للبائع تلبية طلب المشتري إذا لم يعلم بوجوده أصلا.
بعد طلب المستخدم طبخه جديدة يرسل تنبيه للبائع بوجود مشتري، في هذه الحالة يلزمنا تصميم صفحة للتنبيهات، وليس هذا فحسب بل إضافة خيار لنوع التنبيهات (صوت، اهتزاز) في الإعدادات أيضًا.
صفحة التنبيهات:
- اسم المستخدم.
- اسم الطبخة.
- الكمية.
يمكنك الآن أن تنام مرتاح البال، فقد تمكنا من حل الصفحات الخفية في المشروع، ولكن قبل أن تذهب إلى النوم عليك مناقشة العميل بما اكتشفته، أخبره أن المشروع أكبر من الوصف الذي أعطاك إياه، أخبره بأن هناك صفحات إضافة يجب تصميمها للحصول على تجربة استخدام صحيحة، أخبره بأنك تحتاج إلى زيادة تكلفة المشروع بناءً على زيادة متطلباته، أو في حال كنت راضيًا بالمبلغ الذي اتفقتم عليه فيمكنك تجاوز مسألة التكلفة.
لا تتجاهل إخبار العميل بهذه الأشياء، فإذا لم تخبره لا تتوقع بأنه سيعرف من نفسه، إخباره بما اكتشفته سيزيد من مصداقيتك لديه، ستجعله يقدرك فعلًا، وقد تحظى بعميل دائم يعود لك في كل مشروع جديد.