التغيير يبدأ من الداخل
بعد أن تعزم على التغيير عليك بالاستعانة بالله، أدعو الله في سجودك على أن يعينك عليها، وأن يخلصك منها، أدعو الله بأن يبدلها بخير منها، وأن يغير حالك، ويحولك من شخص غاضب إلى شخص هادئ، أدعو باستمرار وكل يوم وليس ليوم واحد فقط.
تجنب الأخبار المزعجة
متابعتك للأخبار كل يوم يؤثر عليك بشكل غير مباشر وبدون أن تدرك حتى، ويوم عن يوم تتراكم لديك الأخبار السيئة وتصبح لا شعوريًا سريع الانفعال بسبب هذه الأخبار السلبية، دعنا نأخذ الأمثلة التالية لتفهم أكثر:
- عبوة ناسفه تودي بحيات 16 شخصًا، وإصابة 5 آخرين من شدة الانفجار…
- حادث مروري سببه سائق متهور يودي بحياة أسرة كاملة مكونة من 7 أشخاص…
- والد يحيل طفلته الصغيرة إلى العناية المركزة…
- مقتل 35 شخص في تفجير بمدينة…
لو سألتك ماهي الفائدة التي تخرج بها بعد قراءتك لهذه الأخبار ستقول لا شيء، نعم لا شيء ستجنيه منها، سوى أنها تأثر على مزاجك، ستجلك تشعر بأن العالم يقود نفسه إلى الهلاك، وبغض النظر عن أن هذا يحدث/أو لا يحدث حقًا، فالتراكمات التي تسببها كارثية، أخبار كهذه تشاهدها كل يوم، كل يوم على مدار شهور وسنين.
ستقول لي أين المشكلة، أنا أقرأ الأخبار بدون أن تؤثر علي، نعم صحيح وهذا فقط لبعض الوقت، ولكن سرعان ما يبدأ تأثيرها بالظهور، فكما قلت لك سابقًا “متابعتك للأخبار كل يوم يؤثر عليك بشكل غير مباشر وبدون أن تدرك حتى” فتأثير الأخبار السلبية غير مباشر، وهو عبارة عن عملية تراكمية تحدث مع الزمن وليس في وقت واحد، تخيل الكم الهائل من التراكمات السلبية التي تسببها لك كل هذه الفترة.
نحن الآن نحاول علاج مشكلة الغضب لديك، لذلك عليك تجنب قراءة الأخبار السلبية لفترة من الزمن، فترة فقط وليس بشكل دائم، ويمكنك أن تلاحظ التغيير النفسي الإيجابي بمجرد انقطاعك عنها. ليس عليك القلق بشأن أن يفوتك أي شيء فهذه الأخبار لا تقدم أي فائدة أبدًا، كما أنها ستصل إليك بطريقة غير مباشر، كأن تسمع أحد يتحدث عنها، أو عبر تناقلها في وسائل التواصل، المهم ألا تلقي لها بالًا لمدة من الزمن.
أعتزل لفترة
لا أقصد بأن تذهب لجزيرة نائية تعتزل هناك لمدة شهر -مع أنك لو استطعت فعل ذلك سيكون شيئًا رائعًا-، أقصد بالاعتزال تجنب الأشخاص الذين يثيرون غضبك، حاول الابتعاد عنهم قدر الإمكان، تحاشاهم وتجاهلهم، وإذا كانوا أشخاص قريبين لك بالدم، والداك، أخوتك… فتعامل معهم بسطحية تامه، وتنجب أي شي تشعر بأنه قد يقودك إلى الانفعال.
هذه المرحلة مرحلة مؤقته كسابقتها، بعد أن تشعر بأنك أصبحت مسيطرًا على غضبك بدرجة كبيرة، وأصبحت تشعر بأنك أهدئ من ذي قبل يمكنك حينها العودة للتعامل مع من حولك كما كنت تفعل سابقًا، أعتبر هذا أختبار لمدى سيطرت على أعصابك، وإذا لم ينجح الأمر معك فيمكنك إعادة تجربة الانعزال لفتره أطول.
ألق نظرة على تجربتي للانقطاع عن التقنية لمدة أسبوع.
خذ الأمور ببساطة
أهم عامل بنظري للتغير هو أخذ الأمور مهما كانت كبيرة ببساطة، هذا يجلك تسيطر على أفعالك بشكل عجيب، من الآن أريدك أن تغير نظرتك للأمور.
إذا كنت مثلًا تسير بالسيارة في الشارع، وتباطئ الشخص الذي أمامك مما جعلك تنتظر الإشارة مرة أخرى، بدل أن تنفجر من الغضب، أنظر للموضوع بطريقة مختلف، سأنتظر دقيقة أخرى أين المشكلة. عليك أن تعامل جميع الأمور التي تحدث معك بهذا الشكل، وصدقني ستتغير حياتك جذريًا.
التغيير يحتاج لبعض الوقت
لا يمكنك أن تنجح بعد عدة أيام فقط، لا يوجد شيء في الحياة يتغير بهذه البساطة، تذكر أنك بقيت لشهور، وربما أعوام لا تستطيع السيطرة على غضبك، وتحتاج لبعض الوقت لكي تتخطى هذا الأمر، لا تقلق من كون هذا الأمر قد يطول لفتره طويلة، قد يستغرق أسبوع مثلًا، أو ربما شهرًا، الأمر يعتمد على طبيعة الشخص.
بالطبع ستجد نفسك في بعض الحالات لا تتمالك نفسك، وهذا شي طبيعي، فقط حاول ألا يؤثر هذا عليك كثيرًا، ولا تستلم لمجرد فشلك مرة ومرتين وثلاث و عشر، المهم أن تستمر في المحاولة وستنجح بلا شك.
تذكر أن تطبق النصائح الواردة هذا المقال، وسألخصه لك في:
-
أعزم على التغيير.
-
استعن بالله.
-
تجنب الأخبار السلبية.
-
اعتزل لفترة.
-
خذ الأمور ببساطة.
-
تحلى بالقليل من الصبر.
ماذا تفعل إذا غضبت؟
يمكنك السيطرة على الغضب إذا تصرفت في أول لحظاته، خذ مباشرةً نفسًا عميقًا يمتد لبضعه ثواني، خلال هذه الثواني فكر في الغضب، وأنه من المفترض ألا تغضب، وتذكر بأن تأخذ الأمور ببساطة. كما أوصيك بالقراءة، قراءة أي شيء، لا فرق بين أن يكون علميًا أو دينيًا أو أدبيًا، المهم أن تقرأ شيء ما.
الآن دورك لتخبرني ماهي الطريقة التي تعاملت بها مع الغضب، وكيف غيرت من نفسك؟ وإذا كان لك تجربة مشابهه فسأكون سعيدًا بمشاركتي بها 🙂