في هذا الوقت من كل عام أقوم بتحديث مسيرتي في العمل الحر كـ مصمم واجهة مستخدم ، لقياس مستوى تقدمي، وأين وصلت بالتحديد، بالإضافة ليكون للقراء علم بكل ما يجري.

ها هي 3 سنوات من العمل الحر قد أنقضت، بمرها قبل حلوها، أشعر حقيقة أنني قد فشلت، فليس هذا ما كنت أطمح إليه.

العام الأول كان جيد كبداية، والثاني شهد نسبة نمو مقبولة مع أنه لم يرتقي لتطلعاتي، وبالمجمل لا بأس به، توقعت مع الثالث أن يتحسن الوضع، خصوصًا مع البداية القوية التي بدأته بها.

لكن للأسف سرعان ما تغير الوضع، فقدت رغبتي في التصميم، فشلت في 3 مشاريع مختلفة، توقفت عن التصميم لأكثر من 5 أشهر كاملة بدون حتى تنفيذ مشروع واحد.

العام الثالث هو الأسوأ برأيي على الإطلاق، ليس فقط في العمل الحر، بل في حياتي الشخصية أيضًا، مررت بمرحلة شتات غريبة، في حياتي كلها لم أشعر بكمية التشتت هذه، لا أنكر أني كنت ضائعًا من قبل، لكني الآن ضائع أكثر من أي وقت مضى.

هذا التشتت انعكس سلبًا على التصميم والعمل الحر بطبيعة الحال.

دعونا نقارن بالأرقام:

بداية لا حاجة للتذكير أن هذه الأرقام شخصية بحته، وليست مقياس حقيقي لأرباح مصمم واجهة المستخدم .

العام الثاني:

  • عدد المشاريع الناجحة: 11
  • عدد المشاريع الفاشلة: 0
  • مجموع الأرباح: 3364 دولار
  • داخل منصات العمل الحر: 8 = 1924 دولار (بدون عمولة: 1539 دولار)
  • خارج منصات العمل الحر: 3 = 1440 دولار

العام الثالث:

  • عدد المشاريع الناجحة: 15 (5 منها صغيرة)
  • عدد المشاريع الفاشلة: 3
  • مجموع الأرباح: 4235 دولار
  • داخل منصات العمل الحر: 4 = 1536دولار (بدون عمولة: 1439 دولار)
  • خارج منصات العمل الحر: 11 = 2699 دولار

قد تقول هذا لا يعتبر فشل، لأنك حققت في 6 أشهر أعلى مما حققته في عام كامل. وهذا صحيح نسبيًا، لكن الأمور لا تقاس هكذا يا صديقي. هذا ليس عذر أضحك به على نفسي، لو كان التوقف لشهر أو شهرين سأقول لك ممكن، هذه إجازة سنوية، لكن لـ 6 أشهر، نصف عام فهذا غير مقبول.

ثم دعنا نقارن بين الفترتين كسنوات وليس كشهور:

  • العام الثاني: 3364 دولار
  • العام الثالث: 4235 دولار

يعني أعلى فقط بـ 871 دولار، عام كامل والفرق أقل من 900 دولار! ولو قسمتها على الشهور ستكون النتيجة كالتالي:

  • العام الثاني: 280 دولار لكل شهر.
  • العام الثالث: 352 دولار لكل شهر.

الفارق لكل شهر 72 دولار فقط.

جانب إيجابي:

لأكون حيادي في موضوع العمل الحر والأرباح، إذا قستُ نسبة النمو سأجدها 25% مقارنة بـ15% للعام السابق، وهذا يعتبر أعلى بـ 10%، بمعنى أن هناك تحسن ملحوظ للإنصاف، لكن السؤال هنا، هل المبلغ الإجمالي الذي حققته كافي بالنسبة لي؟ بالطبع لا.

يعني المشكلة في عدد المشاريع؟

لا طبعًا، عدد المشاريع لم يكن همي، وكان بالإمكان أن يكون الضعف، لكن لم أبحث أصلًا لعدم وجود الرغبة بالإضافة للأشغال الخاصة، وحتى في بعض الأوقات لا تكون لدي أشغال لكن لا يمكنني التصميم فيها لأن عقلي مشوش بأمور كثيرة، ولا يمكن لمهنة إبداعية كالتصميم أن تخرج في جو كهذا، باختصار نفسية المصمم لم تكن حاضرة.

لك أن تتخيل أن معرض أعمال لم أحدثه منذ شهور، مع أن هناك أعمال مميزة بالفعل تنتظر إضافتها فقط.

ليس فقط على صعيد العمل الحر:

وأيضًا لا أعتبره فشل من ناحية العمل الحر فقط، أين المشاريع التقنية الخاصة التي قلت سأعمل عليها قبل عام، لا أرى منها شيئًا. وحتى تلك التي على أرض الواقع لم أبدء فيها هي الأخرى. أين الفريق الذي قلت سأبنيه لنعمل على مشاريع كبيرة، ولأتخلص من معضلة “بتاع كلو“.

هذا ليس كل شيء بالطبع، هناك أمور كثيرة لكني لا أريد ذكرها، وحتى على الصعيد المعرفي هذا العام فقير جدًا من ناحية قراءة الكتب (الكتب خاصة وليس القراءة عمومًا)، اقتنيت مجموعة ولم أنهي أي واحد منهم، أشعر أن حياتي الشخصية أسوء من السابق.

ما الذي حدث بالضبط؟

لكل شيء سبب، ولعل هذا الفشل ما هو إلا ترجمة لهذه الأسباب. همم، من أين أبدأ؟

ربما أولها مع مشروع العمر، الذي كنت أطمح من خلاله إلى تغيير حياتي كلها، المشروع فشل قبل أن يبدأ وهذا جيد بالمناسبة، حتى لا أخسر ما لا يمكن تعويضه بسهولة، ولعلي أساسًا لم أكن مستعد كفاية لهذه الخطوة.

المشكلة بالتحديد ليست في الفشل بل في الأسابيع الضائعة من سفر وتخطيط وبحث وسؤال.

ليس فقط المشروع وحده من فشل، كثير من الخطط والأهداف فشلت هي الأخرى، وكأن النجاح يرفضني بكل ما أوتي من قوة، ثم توالت بعدها مجموعة من المشاكل، الكثير منها، والمشاغل أيضًا ما إن تنتهي واحد حتى طلت أختها بعدها، وهكذا.

ما القادم:

من باب التغيير قدمت بالفعل قبل أسبوعين للعمل في إحدى الشركات التقنية كمصمم واجهة مستخدم ، وبما أنهم لم يردوا علي حتى الآن، فهذا يعني فشل آخر إلى عامي المليء به.

أفكر أيضًا في التقديم على شركة أخرى لكن في مجال مختلف تمامًا. هدفي الأول من العمل التقليدي، مع أنه لا يناسبني لظروف ليس المجال لذكرها، لكن صفعة التغيير شر لا بد منه من أجل صعق حياتي.

هل ستكمل في العمل الحر كـ مصمم واجهة مستخدم ؟

لأكون صريحًا معكم رغبتي لم تعد كما في السابق، وحماس التصميم قد انطفئ منذ زمن، ما زال لدي بعض المشاريع البسيطة عالقة وعليها إنهائها، أما بعدها فلعلي أتوقف لفتره من أجل القيام بشيء هو في بالي منذ سنين، وربما أغير رأيي…

في الختام:

كما يقول المثل الضربة التي لا تقتلك تجعلك أقوى، وكلي يقين أن هذا الفشل هو خير لي، فالخير دائمًا في اختاره الله، هذا الفشل سيترجم بإذن الله إلى نجاح قادم، نحاج أكبر بكثير 🙂

لا يجب أن أنسى شكر العملاء المميزين الذين وثقوا في مهارتي حتى في أسوأ أوقاتي، وأخص بالذكر فيصل عثمان مؤسس شركة رقمي للإعلام، حاتم الخثلان صاحب موقع سعودي شفت، ورائد الأعمال عبد الله طحامي.

بالنسبة للعملاء القادمين، فأعتذر من الآن عن تنفيذ المشاريع لبعض الوقت، لا أدري كم بالتحديد سأستغرق حتى أعود، ربما أسبوع، شهر، أو أكثر. أنا بحاجة إلى ترتيب وضعي من جديد.

كل التقدير والاحترام، تحياتي

حقوق الصورة محفوظة لأصحابها.