خلال الأيام الماضية استمتعت واستفدت كثيرًا من قراءتي لكتاب لغات الحب الخمس لجاري تشابمان، وحقيقة كتاب مذهل ويحتوى على معلومات مهمة جدًا للحياة الزوجية والأبوية، خلال هذا المقال سألخص الكتاب قدر الإمكان، وسأحاول نقل الفائدة لكم بأسلوب بسيطة وجميل 🙂

أسلوب الكتابة في الكتاب جميل جدًا، وطريقة إيصاله للمعلومه ممتاز، فيبدأ بسرد قصة مشوقه عن حدث ما ثم يستخلص لك الفوائد من هذا الحدث بطريقة ممتازة تسهل عليك فهم الموضوع.

أنواع الحب

بدايةً تحدث الكاتب عن الفرق بين “الوقوع في الحب” وبين “الحب الاختياري” والفرق بينها كالتالي:

الوقوع في الحب: عبارة عن حب خادع تقع فيه بدون شعور، فتستيقظ صباحًا وأنت تحب شخص ما دون إرادتك، لإعجابك بمظهره أو لإحدى صفاته، وهذا النوع من الحب يجعلك أعمى، ترى من تحب بمثالية خيالية، وسرعان ما ينتهي بعد فترة، بعد أن تستيقظ من غفلتك وتبدأ بمشاهدة عيوبه.

الحب الاختياري: يكون باختيار الشخص وإرادته، فتحب فلانًا لأنك تعتقد أنه يستحق الحب، فأنت تعلم مميزاته وتعلم أيضًا عيوبه، ومع هذا تختار أن تحبه.

خزان الحب

لكل شخص في هذه الحياة خزان حب، سواء كان رجلًا أو امرأه، طفلًا أم شيخًا، صغيرًا أو كبيرًا، الجميع لديهم خزان للحب، وهذا الخزان عندما يكون مليئًا ستحيا حياة جميلة وسعيدة، وعند ما يكون خاويًا ستحيا حياة كئيبة وتعيسة.

كما أن خزان الحب يمتلئ عندما تجد الحب في حياتك، فهو كذلك ينفد مع الوقت عندما تفقد الحب، ولحسن الحظ فهناك طرق واضحة لتعبئة خزان الحب.

تحدث الكاتب عن خمس طرق للحب، وسماها بـ” لغات الحب الخمس ” وبدارستها ستتعلم لغة حب نفسك، ولغة حب شريكك في الحياة، وعند التخاطب مع شريكك في الحياة بلغة الحب الخاصة به ستجد أنه يتغير تمامًا، وسيبدأ بفعل ما بوسعه لجعلك تشعر بالسعادة والحب مثله.

اللغة الأولى من لغات الحب الخمس : كلمات التشجيع.

هذا النوع من الحب يعني أن تدعم شريكك بكلام عاطفي جميل يسرهُ سماعه:

  • الكلام التشجيعي: يمكنك فعل هذا، أنت مذهل، أنا أؤمن بك…
  • الكلام اللطيف: أنا أحبك، كم أنت جميل، كم أنت رائع، أحب روحك الإيجابية…
  • الثناء: طبخك في غاية الروعة، مظهرك بهذا الزي مذهل، ملابسك جميلة، أختيارك للأوان جميل…

إلى آخرة من الكلمات الجميلة التي تشعره بأنه فعلًا محبوب.

ولاستمرار مشاعر شريكة بالحب يجب أن تكرر عليه مثل هذه العبارات الإيجابية دوما، ولا تنسى أن تنوع فيها بقدر استطاعتك، فلا يعقل أن تكرر عليه دائمًا وأبدًا جملتين فقط 🙂

اللغة الثاني من لغات الحب الخمس : تكريس الوقت.

وهذا النوع من الحب يعني أن تخصص وقت ما لشريكك، تعيره انتباهك الكامل، كأن تبقى معه لوحده تتبادلون أطراف الحديث، تنصت له وتصغي لكلامه، وأن تقوموا بنشاط ما معًا، مثل الطبخ، التنزه، اللعب، المشي أو الذهاب إلى رحلة…

أنوه هنا على أهمية أن تعطيه أنتباهك الكامل، فمن غير المنطقي أن تبقيا معًا وأنت مثلًا تلهو بالجوال، أو تشاهد التلفاز، أو تتصفح الأخبار… يجب أن يكون تركيزك عليه وحده وتترك كل شيء آخر.

ما فائدة البيت الكبير، السيارة الجميلة، الأموال الكثيرة، وكل الأشياء الأخرى، إذا لم نكن نستمتع بها معًا

وعليك أن تستمر على فعل هذه الأشياء بصورة دورية، خصص وقت يومي لشريكك، سواء قل أو كثر، وحاول أن تقوما بنشاط واحد معًا أسبوعيًا على الأقل.

اللغة الثالث من لغات الحب الخمس: تبادل الهدايا.

هذا النوع من الحب يتغذى وينمو على الهدايا، ولا تعني كلمة “هدايا” أنه يجب أن تكون هدايا ثمينة وغالية، المهم أن تكون هدية، بسيطة أو كبيرة، وردة، رسالة جميلة تكتبها بنفسك، خاتم…

تذكر ليس المهم عند الشخص عين الهدية نفسها، المهم عنده أنك تذكرته، وفكرت فيه، وسعيت لإسعاده، فهو يشعر بحبك له عبر الهدايا.

والهدايا ليست مقتصرة على الهدايا المادية، فبقائك ووقوفك بجانبه عند الأزمات أفضل وأروع بالنسبة له من أغلى الهدايا العينية، يمكنك مثلًا أن تقوم بعمل ما نيابة عنه، أو تقدم له خدمة يتذكرك بها، أو ترافقه لمكان ما كالذهاب إلى المستشفى، أو حضور حفل ما له… وبالتأكيد أن تقف بجانبة وتساعده عند الأزمات كموت شخص عزيز عليه.

أحرص على أن تنوع في هداياك، وقدمها له بأساليب مختلفه، لا تقتصر على نوع معين، ولا تكتفي بطرية واحدة، فاجئه بطريق تقديمك لها. ولا مانع من تقديم هديه غالية بين فتره وأخرى تعبر بها له عن حبك.

اللغة الرابع من لغات الحب الخمس : الأعمال الخدمية.

هذا النوع من الحب يعني أن الشخص يشعر بحبك له من خلال ما تقوم به من أعمال خدمية من أجله، كأن تطبخ له، تغسل الصحون، تغسل ملابسه، تنظف البيت، ترتب الأغراض، أو كأن تذهب لشراء حاجياته من السوق، أو تساعده في تنفيذ مهمه ما… ومن الجميل لو سألته عن الطلبات والرغبات التي يريد منك القيام بها، حتى تعرف بالتحديد ما هي الأشياء التي تُشعره بالحب.

عليك أن تعي شيئا مهمًا هنا، الحياه النمطية التي أعتدت عليها ربما لا تناسب شريك حياتك، فلا يعني أنك اعتدت على كون الزوجة مثلًا هي من تهتم بمشاغل البيت كلها من كنس وطبخ وترتيب وغسيل ورعاية الأطفال… إلى غيرها من الأعمال. وأنت عليك العمل وتدبر المصاريف والنفقات فقط، هذه الأشياء لا تناسب الجميع، عليك أن تساعد زوجك في تدبير شؤون المنزل قدر استطاعتك، وهذا ليس عيبًا، بل هو شيء جميل وإنساني على الجميع التعامل معه وتقبله.

اللغة الخامس من لغات الحب الخمس : التواصل البدني.

والقصد من هذا النوع أن الشخص يشعر بحبك له عندما تتواصل معه بدنيًا، والقصد من التواصل البدني كل شيء، سواء تشابك الأيادي، تماسكها، العناق، الاحتضان، التقبيل، التدليك، العلاقات الحميمة… باختصار كل شيء. وبما أن الاتصال البدني قائم على حاسة اللمس، فلا يمكن للكلام أن يعوض عنها، لا يمكنك ببساطة أن تقول لشريكك “أحبك” في حين أنك لم تعانقه قط.

يمكن للتواصل البدني أن يقيم علاقة أو يهدمها، ويمكن أن يوصل للآخر الحب أو الكره

من الاتصال البدني ما يتطلب وقت وجهدًا كالتدليك… ومنه ما لا يأخذ أي جهد كتشابك الأيادي… حاول التنويع ولا تقتصر على شيء واحد فقط.

أشعر شريك حياتك بأنه محبوب بتواصلك البدني معه، عند الذهاب للسوق، أو التنزه لا مانع من مسك يده، عند مشاهدتكم للتلفاز أو التحدث لا ضرر من حضنه، وهكذا يمكنك التنويع دوما في تواصلك البدني الذي يشعر شريك حياتك بالحب.

وأنتبه أن يقتصر تواصلك البدني معه فقط على العلاقات الحميمة فقد توصل له أنه مجرد آله للجماع لا أكثر.

الأمر والطلب

عندما تطلب من شريك حياتك طلبا ما فأنت توصل له بأنك تحبه وتريد منه أن ينفذ طلبك بكل حب وطيب نفس، وعندما تأمر شريك حياتك أمرًا ما فأنت توصل له بأنك تكرهه وتجبره على تنفيذ طلبك بغض النظر عن إرادته الشخصية.

لا تجعل حياة شريكك عبارة عن تجربة مريرة مليئة بالأوامر، فلا أحد يحب أن يؤمر.

الطلب يوصل الحب، والأمر يقطعه

تذكر

لكي يشعر شريكك في الحياة بالحب عليك أن تخاطبه بلغة الحب التي يجيدها، فلا يعقل مثلًا أن تحدث شخصًا باللغة الإسبانية في حين أنه يجيب اللغة العربية فقط، وتتوقع منه أن يفهم ويقدر ماذا تقول. كذلك لغات الحب، يجب أن تخاطب كل شخص بلغة الحب الخاصة به.

لا تعتقد بأن ما يُشعرك بالسعادة يمكن أن يشعر الآخرين بالسعادة أيضًا، لا تتوقع بأن سعادتك بشأن “كلمات التشجيع” مثلًا هي نفس سعادة شخص آخر، لكل شخص لغة حب مختلفة، تعامل معه كما يريد لا كما تريد أنت

ومعرفتك للغة الحب الخاصة بشريكك لا يعني أن يقتصر تعاملك معه عليها فقط، حاول التنويع في لغات الحب معه، ولكن ركز كثيرًا على لغة الحب الخاصة به 🙂

هنا نكون وصلنا إلى نهاية المقال، وبالطبع لا يمكن لبضعة أسطر أن توفي الكتاب حقه، كما أنه ما تزال هناك العديد من المواضيع المميزة التي ناقشها الكتاب وقدم حلولًا لها:

  • كيف تكتشف لغة الحب الخاصة بك وبشريكك.
  • الحب اختيار.
  • هل يمكن أن يكون هناك أكثر من لغة حب لنفس الشخص.
  • كيف تعود لتحب شخصًا كرهته (موضوع في غاية الأهمية، ومفيد جدًا للأزواج الذين يشعرون بأن حياتهم الزوجية ماتت منذ زمن).
  • لغة الحب لدى الأطفال، وكيف يمكن أن تأثر على نموهم.

وحقيقة لا يمكن أن يكون تلخيص هذه الفصول معوضًا عما حاول الكتابة توضيحه في العديد من الصفحات، لذا أنصحك وبشده بأن تقتنيه، وبالمناسبة الكتاب ليس كبيرًا، 180 صفحة فقط مليئة بالمعلومات الغنية والمميزة.

تحياتي لك، وأتمنى أن تشاركني كتبك المميزة 🙂

مصدر الصورة