مرت ثلاث سنوات على بدئي التدوين في مدونتي هذه، في هذا الوقت من كل عام أنشر تحديث لمسيرتي، أولها كان: مدونتي تزداد نموًا. وثانيها: عامان على مدونتي، أين كنت وأين وصلت؟ والآن حان دور الثالث 🙂

قد لا يكون عامها الثالث –المدونة– أكثر الأعوام عددًا للمقالات، فلم أكتب سوى 9، لكن على الجانب الآخر هو أكثر السنين تنوعًا، وأقلها تركيزًا على العمل الحر والتصميم.

لعل هذا واضح لمن يتابع ما أنشره، فقد تحدثت من قبل عن تركي مؤقتًا للتصميم والعمل الحر، وهو بالتأكيد ما أنعكس على كتاباتي.

على كل حال، سأحاول الإجابة في هذه التدوينة على سؤال في غاية الأهمية.

ماذا استفدت من التدوين ؟

  • الكتابة متنفس، اسأل أي كاتب في أي مكان وسيقول لك نفس الجواب.
  • وصولك إلى مستوى جيد في الكتابة سيفتح لك أبواب جديدة، مثل النشر، كتابة نصوص المحتوى المرئي، تأليف الكتب والروايات، وغيرها… لعلي أجرب حضي في بعضها قريبًا.
  • الكتابة تمنحك شعور رائع عندما ترى ما تقدمه يفيد الآخرين.
  • التدوين يعرفك على أشخاص أكثر، ويساعدك في بناء العلاقات.
  • تطوير المستوى اللغوي للشخص، الكتابة تسهل عليك الحديث بطريقة جميلة، تسهل عليك تلخيص وتبسيط المعلومات، تزيد مخزونك اللغوي، وتجعل حديثك ممتع، قد لا أكون أفضل شخص يخبرك بهذا، لقد خالطت الناس بدرجة كافيه وأعرف متى يصغي الآخرون إلى كلامك، ومتى يتمنون من أعماقهم أن تنهي “سالفتك” المملة بأسرع وقت ممكن.
  • بناء السمعة، السمعة يا صاحبي هي كل ما تحتاجه في هذا العصر لتنجح في أي مشروع، بدون سمعة جيدة لن تحقق ما ترغب به، ولا أقول أني صاحب سمعة عالية، أعلم ما زلت في بداية الطريق، لكن التدوين من أهم وسائل بناء السمعة.
  • التدوين قد يجلب لك مال وفير إذا أحسنت استغلاله.
  • وبالطبع إذا كنت تقدم محتوى مفيد فستدخل بإذن الله ضمن حديث (…أو علم ينتفع به…).

حدثنا بلغة المال يا رجل، هل التدوين مفيد ماديًا؟

إذا كان تركيزك على الدخل المباشر، مثل الإعلانات وما شابه، فلا أعلم لأني لم أضع يومًا إعلان في مدونتي.

ولكن إذا كنت تبحث عن الدخل غير المباشر، مثل أن تكون مصمم، وتتحدث في مدونتك عن التصميم، ويؤدي بك هذا إلى كسب مشاريع من خلال القراء المهتمين بما تقدمه من خدمات فسيكون جوابي نعم بكل تأكيد.

بالتحديد كم؟

العامين السابقين لم تجلب لي المدونة سوى بعض المشاريع القليلة، لكن العام الثالث شهد تحسن ملحوظ جدًا، ومع أني لم أعمل فيها إلا بضعة أشهر، إلى أن الدخل منها لا بأس به، لم أحسبها للإنصاف لكن بتقديري البسيط قد تتجاوز 1500 دولار.

بالطبع الحديث عن المشاريع التي جلبتها لي المدونة فقط، وليس عن مجموع دخل المشاريع سواء من المدونة أو منصات العمل الحر، أو حتى من خلال العملاء السابقين، كل هذا سأتحدث عنه في سلسلة مقالاتي المعهودة عن أرباح العمل الحر بإذن الله.

بالمناسبة عدد المشاريع التي وصلتني من المدونة كبير جدًا، وصلتني العشرات بدون مبالغة في فترة الـ 8 أشهر الماضية، لكن بسبب توقفي عن التصميم تلك المدة اعتذرت عنها جميعًا.

ولا حاجة للتذكير بكوني لستُ معيار مناسب لمستوى دخل المصمم، لأسباب كثيرة جدًا، قد تستطيع تحقيق رقم أكبر عبر اجتهادك، أو قد تحقق رقم أقل بسبب تكاسلك.

لماذا أخبرتك بالرقم إذا لم أعتبر نفسي كمقياس إذن؟ ببساطة حتى تعلم أن التدوين يمكن الاستفادة منه ماديًا، ويمكن منه تحقيق مبالغ جيده.

على الجميع أن يصبحوا صناع محتوى:

يا جماعة، نحتاج والله إلى ثورة في صناعة المحتوى ومشاركة ونشر الخبرات والمعارف، إذا لم نساعد بعضًا البعض يستحيل علينا أن نتطور بسرعة كافية.

على المصمم أن ينشر خبراته بكل شفافية في التصميم، على المترجم أن ينشر خفايا مهنته كمترجم، على المبرمج أن يتحدث بإسهاب عن تقنيات البرمجة، على المسوق أن يكتب عن حيل وأساليب التسويق… وغيرها مما لا يسع المجال لذكره.

العلم لله.. وزكاته تعليم الناس به.

إلى متى ستبقى المعلومة محصورة على فئة قليلة جدًا من المجتمع، إذا لم نبدأ اليوم في كتابة المعرفة، بالله عليكم كيف سيكون حالنا خلال السنوات القادمة؟

هل أنت مجنون، لماذا تريد مني مشاركة “سر المهنة”؟

يا صديقي إن كنت مؤمنا بالله فرزقك مكتوب قبل ولادتك، سواءً نشرت خبراتك وعلمتها غيرك أو احتفظت بها لنفسك.

وإن كنت غير مؤمن فلو نظرت إلى الموضوع بنظرة أنانيه بحته، تدوينك عن اختصاصك يستحيل أن يضرك، بل على العكس تمامًا، سيفيدك كثيرًا من خلال الترويج لنفسك، كلما وصلت إلى جمهور أكبر كلما حققت دخل أكثر.

العملاء يبحثون عن صاحب الخبرة، وقد يبدو لهم من خلال مقالاتك أنك صاحب خبرة، هذا ما سيدفعهم للتعامل معك بكل تأكيد.

سبق وكنت في موقف العميل عند بحثي عن مستقلين لتنفيذ بعض المشاريع، كنت اختار من أجد له حضور ونشاط في مساعدة غيره، وليس لشيء سوى أنه أوضح لي جانب من خبرته في مجاله.

نصائح لمن يرغب في بدء مسيرته في صناعة المحتوى، التدوين خصوصًا:

  • ابدأ الآن قبل الغد، إذا لم تبدأ اليوم، لن تبدأ غدًا.
  • لا تكتب لتجمع أكبر عدد من المقالات أو الكلمات، فالعبرة بالكيف لا بالكم.
  • أكتب لتنشر الفائدة والمعرفة الحقيقية لغيرك بدون انتظار نتائج أو رجاء جميل من ذلك.
  • لا تستعجل في نشر التدوينات ومحاولة إخراجها بأسرع وقت، هذا سيؤثر على مستوى كتابتك، اكتب ومتى ما أصبح مقالك جاهزًا للنشر أنشره.
  • ليس بالضرورة أن تكتب في مدونة، الكتابة في منصات المحتوى جيدة وتوفر عليك وقت كثير في بناء السمعة، طالمًا هذه المنصة توفر لك منطقة خاصة بك تجمع فيها كل كتاباتك فهي خيار جيد، لكن أحرص على أخذ نسخة احتياطية من مقالاتك.

  • أعطي قراءك بعض الاهتمام، رد على تعليقاتهم ورسائلهم طالما يمكنك ذلك، قد أبدو لك متناقض وأنا أقول هذه النقطة.
  • لا تستعجل على رزقك، إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب.
  • تخصصك في مجال عملك والكتابة عنه سيفيدك عاجلًا أم آجلًا، المهم أن تكتب محتوى ذو قيمة للقارئ.
  • سأنصحك بنصيحة لا أفعلها، من الجيد أن تخصص مدونتك في مجال واحد، ولا تفعل كما فعلتُ بحديثك عن مجالات متفرقة.

أرقام المدونة:

بالعودة للحديث عن أرقام المدونة، أتذكر قبل عام كتبت عبارة قلت فيها أن مجموع مشاهدات المدونة بلغت 20 ألف مشاهدة، هذا الرقم كان للعام الأول والثاني معًا، الآن بلغ مجموع المشاهدات 40 ألف مشاهدة، نصفها -أي 20 ألف- تخص العام الثالث فقط.

الزيارات هي الأخرى حققت ضعف السنتين الماضيتين، من 11 ألف زائر إلى 22 ألف. صحيح أني لا استفيد من هذه الزيارات بطريقة مباشرة كما أشرت سابقًا، لكني سعيد بما وصلت إليه 🙂

كيف كانت هذه الثلاث سنوات؟

همم، سؤال صعب، لا أعلم صراحة، أشرت من قبل أني لم أضع خطة للتدوين، مجرد الكتابة متى ما شعرت أن لدي ما يستحق التدوين -حسب وجهة نظري طبعًا-، في البداية كنت مهتم بزيادة المشاهدات، ثم لاحقًا لم تعد تهمني كثيرًا، نعم ما زالت زيادتها تعجبني، لكن ليس مثل السابق.

بالنسبة للسنة الرابعة، سأحاول العودة والحديث عن العمل الحر، هناك بعض المقالات بالفعل تحت الإعداد، وكذلك يجب العودة لمقالات التصميم ولو بعض الشيء.

أنوي أيضًا المساعدة في تحسين وضع العمل الحر عربيًا من خلال بعض الكتابات وربما التجارب، مع أني غير متحمس لذلك.

ما الجديد:

لا تغييرات كبيرة “حاليًا” على المدونة، أجريت تعديل على صفحة “صارحني” فبدل من أن تكون رابط يحيل إلى حسابي في صراحة، ستكون عبارة عن صفحة أرد فيها على الرسائل التي تصلني هناك.

في خطوة متأخرة غيرت نظام التعليقات، اعتمدت Disqus بدل تعليقات وورد بريس، أعتذر لكل الذين علقوا على النظام القديم، هذا التغيير للأفضل بإذن الله.

الشيء الآخر متعلق بأكبر هواياتي مؤخرًا، مجال السيارات بالتحديد، ولأنني قد تحولت بفضل الله من مجرد متابع إلى مالك لإحدى السيارات، ستكون هناك صفحة مستقلة للحديث عن الحلول والمشاكل والتعديلات التي أجربها على سيارتي الحبيبة “آسيا”.

بالطبع لا حاجة للقلق من أن تتحول المدونة لورشة سيارات، هي صفحة واحدة فقط، سأكتب فيها كل ما أفعل، لن تظهر لك طالما لم تدخل عليها، ولن يكون لها ظهور في الرئيسية سوى كلمة في القائمة العلوية، وبالتأكيد لن يكون هناك تنبيهات كل مرة أحدث محتواها 🙂

ختامًا:

سأضع هنا عناوين ورابط مقالاتي خلال العام الثالث:

بالمناسبة، زاد نشاطي مؤخرًا في تويتر، أكتب فيه بعض الحكم والعبارات من تأليفي الخاص، أحيان أتعمد كتابة كلام جارح عله يفيق البعض من غفلتهم، وصدق أو لا تصدق، أجرب الغزل أيضًا في أحيان أخرى 🙂 ألق عليه نظرة من هنا.

وصلنا إلى النهاية، ماذا عنك، هل تملك مدونة بالفعل؟ شاركني الفوائد التي حصلت عليها من خلال التدوين.

التحفة الفنية من إبداع Marina TetraOrb

بالتوفيق.