​أثناء بحثي في مسودات بريد Gmail وجدت هذه المقالة القديمة، وكنت في بعض الأوقات استخدمه لحفظ المسودات، لا أذكر متى كتبتها ولماذا، لكني ما زلت متفق معها، لذلك سأنشرها هنا.

تنبيه: هذا الـ كلام ليس لأصحاب القلوب الضعيفة ، لن تجد هنا أي مديح أو مجاملات أو كلام لطيف ومنمق تتوقع منه أن يغير حالك أو يدعوك إلى التحسن.

قرأت كثيرًا في هذا المجتمع -أقصد حسوب I/O- وفي غيره عن أشخاص يحكون عن حال حياتهم وكيف أن المجتمع أو الأهل أو الأقارب أو الجدار الأسمنتي في ​​غرفة نومهم يضايقهم ويجعل حياتهم بائسه ولعينة.

ومع اختلاف النصوص والقصص التي يرونها إلى أن النتيجة واحدة، وهي أنهم ضعفاء، ضعفاء جدًا، بشكل مُقزز وبغيض يجعلك تتمنى أن تلكمهم في وسط وجوههم حتى يستيقظوا من هراءهم ويبكون ولكن هذه المرة يبكون من شدة الألم وليش من كثرة الدلع.

أعلم أن كلامي لن يعجبهم، وهذا هو المطلوب ربما، لأنه عندما يخبرك أحدهم بواقعك القبيح، وبحالك التعيس، واقعك أنت وليس غيرك، وبدون مجاملات، تشعر من شدة كلامه كما لو أنك تلقيت صفعة ثلاثية الأبعاد على خدك قد تستيقظ من غفلتك، وربما يدفعك هذا لتقوم حالًا وتغير من وضعك.

لا أدري ما حاجتك إلى ثناء والديك مثلًا، أو تشجيع زملائك وأصدقائك، أو شريك حياتك… لتفعل أمرًا ما، أو لتغير شيء في حياتك. يا أخي كن رجلًا/كوني امرأه وتعامل/ي مع حياتك ومشاكلك بشجاعة، أما البكاء والنحيب وكيف أن الحياة صعبة وقاسية وكيف أن العالم قاسي ومتآمر عليك فلن يغير شيئًا.

استغرب:

كيف لشخص ينوي بدء مشروع ولديه كل الموارد التي يحتاجها إلى أنه يتوقف، تسأله لماذا؟ يقول لك لم أجد من يدعمني. طبعًا هو يحتاج لشخص بجواره 24 ساعة في اليوم يخبره دائمًا كم هو بطل وفنان وشجاع وأنه على وشك تغيير العالم حتى لا ينطفئ حماسه الذي ليس موجود أساسًا.

من تلك الزوجة التي لديها كل الطاقة والوقت لتكمل دراستها مثلًا، أو تبني مستقبلها ولكن لأن زوجها لم يشجعها ويقولها كل صباح “يلا حبيبتي قومي النجاح ينتظرك ” استسلمت وقررت النوم بدلًا من ذلك.

من ذلك الشاب الذي يريد دخول تخصص أحلامه ولكن لأن “البابا و الماما” يريدان منه دخول تخصص الهندسة أو الطب… حتى يكون أبنهم مثل فلان، رمى بحلمه في أقرب حاوية قمامة وسمع كلامهما ثم جاء يبكي بعد سنة على أن والداه جعلاه يدخل تخصص لا يريده. ليتك رميت بنفسك مع حلمك في القمامة حتى نرتاح منك.

من ذلك الولد الذي يتنمر عليه كل زملاءه وجيرانه، وحتى قطط الحي لم يسلم منها، ويكاد ينتحر لأنه لم يعد يتحمل الوضع، يبدو أنه من جبانته نسي أنه بشر وليس حيوان مستعبد، لكنه رضي أن يكون مع الفرقة الثانية.

من تلك الفتاة التي انعزلت في بيتها بسبب أنها لم تعد تتحمل مضايقة زميلاتها وسخريتهن منها لأنها ليس على شاكلتهن.

ولا أنسى بالطبع المنافق الذي يقول بأنهم زوجوه ببنت لا يحبها ولا يريدها لكنه وافق طمعًا في رضي والديه، يعني في أمور الدنيا كلها لم ترضيهم إلا في الزواج؟ ألا قاتلك الله من منافق، لكانت المشكلة يسيرة لو لم تكن هناك فتاة مسكينة تزوجها شخص يشبه الرجال وليس منهم.

أنت غير معذور:

سأتفهم أنك في صغرك تأثرت بتعاملهم معك، فأصبحت جبانًا لأنها عاملوك بطريقة سيئة، أو أصبحت خجولًا لأنهم يحطموك دائمًا، أو عانيت من بعض المشاكل أي كان نوعها بسبب أشخاص من محيطك، لا مشكلة فوقتها كنت صغيرًا، وكما تعلم حينها لا تدرك نفسك وواقعك كالآن.

ولكن في الوقت الحالي لا عذرك لك، أنت تعلم مشاكلك، وتعلم ما هي أسابها، يمكنك أن تتغير ويمكنك أن تتجنب غلطات الماضي، لا أحد سيمنك، أو يجبرك على أن تستمر بوضعك الفاشل.

أنت الآن بالغ عاقل، محاسب على كل قول أو فعل، لكنك وللأسف الشديد مجرد تابع، يملى عليه ما يفعل، وهو لا ينفك يقول سمعًا وطاعة.

وفوق كل هذا تتباكى لنا كل يوم وفي كل مكان عن حالك اللعين، وتتمنى لو تقدر على تغييره، لكنك لن تفعل، لأنك وببساطة شديدة مجرد شكاء بكاء، رغبتك في التغيير مجرد نفاق ذاتي تضحك به على نفسك.

ولو كنت حقًا تريد أن يتغير وضعك فستقوم وتغيره، لا شيء حقيقي يمنعك، كلها عبارة عن حواجز صنعتها لنفسك، وأما إذا بقيت على حالك فهذا يثبت شيء واحدًا فقط، أنك فاشل بامتياز بغض النظر عن العوامل التي مررت بها.

أخيرًا:

إذا كنت أحد هؤلاء المذكورين بالأعلى، أو لديك قصة مشابهه، فتهاني الحارة لك، أنت فاشل قلبًا وقالبًا، ولا تتوقع مني قول غير ذلك.

وإذا كان كلامي قد أزعجك وزاد أوجاعك فأنت تستحق هذا، كتبت لك في العنوان أن هذا الـ كلام ليس لأصحاب القلوب الضعيفة ، لكنك لا تفقه، لذلك كفى بكاءً وتحمل لمرة واحدة في حياتك نتائج قراراتك.

عمومًا الخيار لك في النهاية، الاستمرار وعيش حياتك بهذه الطريقة البائسة، أو تغييرها من الآن.

وإذا كنت بحاجة لمزيد من هذا النوع من الكلام، فهذه جرعة إضافية لعلها تزيد أوجاعك. وبما أنك وصلت إلى النهاية بالفعل، فلدي نصيحة واحدة فقط لك:

فشلك السابق من الماضي، لا تجعل حاضرك ولا مستقبلك كذلك أيضًا

حقوق التحفة الفنية محفوظة لـ Kleiner Hai

بالتوفيق