قبل 6 سنوات نشرت أول مقال في مدونتي، تلك كانت أول انطلاقة حقيقية لي، ما قبلها عبارة عن مشاركات متفرقة في بعض المواقع والمنتديات، والمجتمعات الإلكترونية.
بعد ذلك قررت بناء موقع خاص، أترجم فيه أفكاري على هيئة مقالات وتدوينات، وجرت العادة أن أكتب في مثل هذا الوقت من كل عام عن التغييرات التي حصلت لي أو للمدونة.
هذا المقال هو استمرار لسلسلة المقالات السابقة:
- مدونتي تزداد نموًا.
- عامان على مدونتي.. أين كنت وأين وصلت؟
- ثلاث سنوات من التدوين.. ماذا استفدت من كل هذا؟
وبعد انقطاعه لأكثر من عامين ها أنا ذا مع بداية نصف جديدة 🙂
نحو الهاوية:
كان نمو المدونة يتضاعف عام بعد عام، وأصبحت أرى أرقامها مبشرة بخير، ولكن بعد نكستي في العام 2020 وتوقفي عن النشر، تراجعت المدونة بصورة فضيعة، لدرجة أن أرقامها حاليًا تقارب تلك التي كانت تحصل عليها في شهورها الأولى.
تخيلوا نزلت المشاهدات من 2000 مشاهدة شهريًا في 2020 إلى أقل من 400 مشاهدة فقط، شعور مزعج أن ترى مشروعك الصغير ينجرف بهذه الطريقة الأليمة، وكان لا بد لي من رجعة، ولعلها طالت أكثر مما ينبغي.
قليل من الإيجابية يا جماعة
أن تصل متأخرًا خير من ألا تصل
استضافة متطورة:
عانيت مع الاستضافة السابقة Namecheap، كثيرًا ما تنقطع عن الخدمة، كالمشؤومة SiteGround من قبلها، صحيح أنها أقل من سابقتها لكنها ما زالت دون المأمول، وأظن كثرت الانقطاع هي من أسباب تدني ترتيب مدونتي ضمن نتائج البحث، ما يعني زيارات أقل من المفروض.
لذلك وبعد استشارة صديق انتقلت إلى شيء أعلى، لنطوي على إثرها الاستضافات المشتركة بغير رجعة.
انتقلت المدونة إلى خادم خاص (سيرفر)، على واحدة من أفضل الخدمات على الإنترنت، AWS من أمازون، هذا يعني سرعة أكبر، وموثوقية أعلى في استمرار الخدمة، لنأمل أنها لا تتوقف عن العمل أبدًا.
يفترض بهذا تحسين تجربة التصفح، من حيث سرعة وسلاسة الموقع، وأن يرفع من مستوى SEO لأحصل على نتائج أفضل في محركات البحث.
صحيح أن التكلفة أعلى بكل تأكيد، لكن ليس بذلك الفارق الكبير الذي يجعلني أتراجع، لا سيما أن تجربتي المطولة مع الاستضافات المشتركة مخزية.
قالب جديد:
ليس من العدل أن ابدأ بداية جديدة بدون تغيير قالب المدونة، القالب السابقة كان رائعًا بحق، وكثيرا ما حصل على إشادة العديد من القراء، ولكنه عانى من أهم وأكبر مشكلة بنظري.
ضعف مستوى SEO، ولعل السبب أن القالب بالأصل أجنبي، وليس مصمم للغة العربية، وربما أن المعرب لم يتم عمله على أكمل وجهة، إضافة إلى احتواءه على بعض الأخطاء التقنية التي أدت إلى تعطل بعض خصائصه.
لذلك هذه المرة انتقلت لقالب داعم للغة العربية من مطوريه الأصليين، ما يعني أداء أفضل، سرعة أعلى، وعمل لكل الخصائص، ودعم للتحديثات، وراحة من المشاكل التقنية، وأهم نقطة، ضمان بناء سليم للتوافق مع معايير SEO.
لماذا أركز كثيرًا على تهيئة محركات البحث (SEO)؟
بصراحة لا أنكر أن عدد الزيارات مهم، خصوصًا أنني أطمح لتوسيع مجال كتاباتي، لأضم جزئيات لم أكن أكتب عنها سابقًا.
بالإضافة أن استثمار جزء كبير من الوقت على مقال، ثم لا يحظى هذا المقال بالظهور المُرضي أمر محبط، فلا أحد يحب أن يكتب للأشباح.
التركيز على القراءة:
إضافة إلى بساطة التصميم، يركز القالب الجديد على القراءة بدون مشتتات قدر الإمكان:
- القائمة الجانبية موجودة فقط في الصفحة الرئيسية، ومهذبة بالحد الأدنى.
- في صفحة المقالة أصبح المحتوى يأخذ العرض الكامل، صفحة بيضاء ناصعة بدون أي مؤثرات.
- إظهار شريط مستوى التقدم أسفل الصفحة ليوضح للقارئ إلا أين وصل.
- استخدام خط أكثر حداثة وملائم للمحتوى المطول، ليوفر راحة أكبر للقارئ.
- تقليل الإضافات الغير ضرورية قدر الإمكان، أشياء متفرقة مثل تقييم المقالة وملحقات نظام التعليقات، وغيرها.
- يدعم القالب الجديد الوضع الليلي، يمكنكم تفعيله من الشريط العلوي.
- مظهر مميز للاقتباسات والحكم.
- هناك بعض المشاكل التقنية البسيطة، أعمل على إصلاحها.
مثال لحكمة غير حكيمة
ماذا أيضًا؟ أعمل على إعادة تنسيق وترتيب كل محتوى المدونة، من بدايتها وحتى الآن، سيشمل التحسين التأكد من سلامتها اللغوية، وتحديث صورها، وترتيبها وتوزيعها لتكون أمتع للقراءة.
كما أعمل على إعادة هيكلة أقسام المدونة الأساسية، بحيث تُفرز المقالات حسب اختصاصها، سأجري أيضًا تحسينات عديدة على مجموعة من الصفحات الفرعية، مثل اتصل بي وغيرها.
أضفت بعض اللمسات هنا وهناك، أترككم لتلاحظوها 🙂
لماذا لم أعدل كل شيء دفعة واحدة؟ لأن البحث عن الكمال يؤدي إلى تأخيرات غير محمودة، كما حدث معي بالمناسبة، لذلك دعونا نأخذها حبه حبه 🙂
كتابات جديدة:
نهجي السابق في كتابة المقالات كان مقتصر على المقالات المطولة فقط، وهذا منعني من التوسع فيما أطرح، لأن كثير من الأفكار لا تحتاج صياغتها لألف كلمة مثلًا، في السابق ما كنت لأنشرها لأنها بنظري لا تناسب أن يطلق عليها وصف مقال عميق، مليء بالتفاصيل الكافية.
المشكلة لم تتوقف هنا، فلأن حبل الأفكار مصحوبا بالانشغال ما عاد يسمح بتوريد كم كافي من المقالات المطولة، أصبح النشر أبطئ من السابق بكثير (بالطبع هناك أسباب أخرى سأذكرها في المقال التالي) لذلك يفترض بالمقالات القصيرة أن تسد هذه الفجوة.
بالطبع لا يعني هذي توقفي عن المقالات المطولة، فهي الأساس عندي، لكن لا مانع من التوسع بما لا يضر الأصل.
منصة واحدة:
أشارك وأكتب عبر الإنترنت من أكثر من 10 سنوات، ولي مجموعة واسعة من المشاركات في مواقع مختلفة، سأعود لأجمع أفضل ما كتبت فيها وأضعه هنا على هيئة مقالات وتدوينات، الهدف من النسخة الجديدة من مدونتي أن تكون شاملة لأبرز كتاباتي.
المحتوى بالطبع سيحصل على نصيبه من التنقيح والتحسين ليلائم طريقة عمل المدونة.
لماذا؟ لعدة أسباب:
- لم أعد أثق في المنصات الأخرى، إن كانت عربية فعاجلًا أم آجلًا ستتوقف عن العمل، حدث هذا مرتين من قبل، والحمد لله أنني احتفظ بنسخة من كتاباتي.
- إن كانت أجنبية فهي لا تخلو أبدًا من التوجهات المنحرفة، وهي بطبيعة الحال تضيق على الأسوياء، لذلك أريد مكان خاص أكتب فيه على راحتي.
- أريد أن يكون التركيز على ما اكتب، يعني لو بحث أحد ما عني، فأريد أن تظهر له مدونتي قبل أي منصة أخرى، أريده أن يقرأ ما كتبت هنا، وليس في أي مكان آخر.
- وضع كل محتواي في مكان واحد سيسهل علي فلترته وتحسينه، والرجوع إلي أي جزئية فيه متى ما شئت، نقرات بسيطة تفصلني عن أي فكرة كتبت عنها سابقًا.
- جمع المحتوى في مكان واحد سيساعدني في تنفيذ بعض الأفكار المستقبلية التي أطمح لها.
مواضيع متفرقة:
معظم التركيز السابق كان منصب على تجاربي الشخصية، وعلى العمل الحر، وبعض المواضيع المتفرقة بدون تصنيف ثابت، أطمح حاليا إلى توسعتها أكثر، سيشمل حديثي بإذن الله:
- التجارب الشخصية.
- التجارب الخاصة (أمور ما كنت لأنشرها سابقًا، بصراحه ما زلت متردد بشأنها).
- العمل الحر.
- التصميم.
- العمل الوظيفي.
- الرحلات والمغامرات والقصص.
- بعض المواضيع المجتمعين التي تستحق وقفة.
- بعض المواضيع الدينية التي تستلزم جلسة.
- أمور أخرى متفرقة، مثل تلخيص كتاب، تجربة منتج، وغيرها…
بالطبع لا داعي للقلق، فلن يتغير أسلوب الطرح لمجرد إضافة مواضيع جديدة، الهدف أساسًا طرح المواضيع الجديد بأسلوب سلس، سهل الفهم والهضم على القارئ، ليحصل المراد في النهاية، متعة وتسلية، فائدة وتعلم.
ختامًا:
وكعادة السلسلة السابقة، سأختم المقال بأبرز ما كتبت السنتين الماضيتين:
- سواليف معلم سابق. (خذ العبرة من أفواه المعلمين).
- خذ الأمر ببساطة، تعش بساعدة. (بعض من المثاليات- مقال قديم معاد نشره فقط).
- نهجي من أجل حياة تنعم براحة البال (برأيي المتواضع هذا أهم مقال كتبته).
- لماذا لا تغير المواقع المشهورة تصاميم واجهاتها القديمة (مقال متخصص).
- رأيي وتقييمي الفني للعبة The Last Of Us 2 (مقال مطول ومهم يعطيك نظرة عن مستقبل صناعة الألعاب).
- وا عيباه، 5 مقالات فقط. (هذا ليس مقال إنما تعليق لنزيد طول القائمة 🙂
في النهاية شكرًا للقلائل الذين سألوا عني في فترة غيابي، وشكرًا للذين حمسوني لاستمر في الكتابة. كل التقدير والاحترام.